الملخص
يعدّ التحفظ المحاسبي إجراءً يُستخدم في ظروف عدم التأكد للحد من السلوكيات المتفائلة للإدارة، بهدف زيادة موثوقية البيانات المالية. تُعتبر الضائقة المالية وفرص النمو من العوامل التي يمكن أن تُعزّز من مستوى التحفظ المحاسبي. وفي هذا السياق، من المتوقع أن تؤثر الخصائص السلوكية للمديرين على العلاقة بين الضائقة المالية وفرص النمو من جهة، و التحفظ المحاسبي من جهة أخرى. لذلك، تهدف هذه الدراسة إلى فحص تأثير ثقة الإدارة المفرطة على العلاقة بين الضائقة المالية، وفرص النمو، و التحفظ المحاسبي.
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن متغيري الضائقة المالية وفرص النمو لهما تأثير إيجابي ومعنوي على التحفظ المحاسبي. في المقابل، لا تمتلك ثقة الإدارة المفرطة تأثيراً معنوياً على العلاقة بين الضائقة المالية والتحفظ المحاسبي ، إلا أنها تُعدّل العلاقة بين فرص النمو والتحفظ المحاسبي ، وتؤثر عليها بشكل سلبي ومعنوي.
بعبارة أخرى، فإن المديرين الذين يواجهون أوضاعاً مالية غير مواتية لا يمتلكون نظرة إيجابية تجاه مستقبل الشركة، ويزيدون من مستوى التحفظ المحاسبي. كما يميل مديرو الشركات الكبيرة والنامية إلى اعتماد ممارسات محاسبية أكثر تحفظاً لتقليل تكاليفهم السياسية والاجتماعية. ومع ذلك، فإن المديرين المفرطين في الثقة لديهم نظرة متفائلة تجاه مستقبل الشركة، مما يؤدي إلى خفض مستوى التحفظ المحاسبي.