الملخص
تواجه المؤسسات الأكاديمية في العراق تحديًا متزايدًا في مواءمة استراتيجياتها الاقتصادية مع متطلبات التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، لا سيما في ظل تصاعد معدلات الفقر وضعف التفاعل مع أطر المسؤولية المؤسسية. ومن هنا، تنطلق هذه الدراسة لتُعالج مشكلة غياب التكامل الواضح بين الاستراتيجيات الاقتصادية ومعايير ISO 26000 للمسؤولية الاجتماعية في الحد من الفقر داخل البيئة الجامعية. تهدف الدراسة إلى تحليل دور هذه الاستراتيجيات في دعم الفئات الهشّة وتعزيز الاستدامة المؤسسية، من خلال دراسة حالة في جامعة الكوت.
اعتمدت الدراسة على منهج دراسة الحالة التحليلية، باستخدام قائمة فحص مكونة من (21 بندًا) موزعة على المحاور السبعة لمعيار ISO 26000، إلى جانب مقابلات نوعية مع أصحاب العلاقة، وتحليل وثائق وتقارير إدارية ذات صلة.
أظهرت النتائج أن الجامعة تُطبق مبادئ المسؤولية الاجتماعية بدرجة عالية، حيث بلغت نسبة التطبيق (89.68%)، مقابل فجوة مقدارها (10.32%)، وهو ما يدل على وجود التزام مؤسسي فعّال، مع بعض القصور في جوانب التوثيق والشراكة المجتمعية.
وتوصي الدراسة بضرورة تحويل الالتزام الفعلي إلى نموذج مؤسسي منهجي ومتكامل، وتعزيز الترابط بين الاستراتيجيات الاقتصادية والتنمية المستدامة ضمن سياسات واضحة قابلة للقياس، بما يُعزز الأثر الاجتماعي طويل الأمد ويُسهم في الحد من الفقر داخل المجتمع الجامعي.