الملخص
تتناول هذه الدراسة دور المسؤولية الاجتماعية كأداة لتخفيف حدة الفقر في العراق، مع تركيز خاص على مساهمات جامعة الكوت في هذا المجال. لا يزال الفقر يمثل تحديًا كبيرًا على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي في العراق، ويزداد تفاقمًا نتيجة الاضطرابات السياسية، والعقوبات الاقتصادية، وضعف السياسات العامة. ورغم أهمية المبادرات الحكومية، إلا أن لمؤسسات التعليم العالي، وعلى رأسها الجامعات، دورًا حيويًا في مواجهة الفقر من خلال التعليم، وتنمية المجتمع، وتنفيذ برامج مستدامة.
تعتمد هذه الدراسة الميدانية على المنهج الوصفي لتحليل برامج المسؤولية الاجتماعية في جامعة الكوت، وقياس مدى تأثيرها في الحد من الفقر داخل المجتمعات المحلية. وقد جُمعت البيانات من خلال توزيع 108 استبيانات على العاملين في الجامعة. وتشير النتائج إلى أن أنشطة الجامعة، مثل التدريب المهني، وورش الثقافة المالية، ودعم التمويل الصغير، ساهمت في التمكين الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة للفئات المهمشة.
وتبرز الدراسة إمكانات مؤسسات التعليم العالي كمحركات رئيسية في جهود مكافحة الفقر، داعية إلى تعزيز التعاون بين الجامعات، والجهات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية. كما تستعرض التحديات القائمة، مثل محدودية الموارد المالية، والحاجة إلى تخطيط استراتيجي طويل الأمد. وتُختتم الدراسة بجملة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز فاعلية برامج المسؤولية الاجتماعية في العراق، مع التأكيد على أهمية الالتزام المؤسسي والمشاركة المجتمعية.