نوع المقالة : بحث
الملخص
استقطب ميدان الذكاء الاصطناعي اھتمام العلماء لما شهده من تطورات مستمرة و سريعة ركزت على تصمیم أنظمة محوسبة و منظومات مؤتمتة ذكية تحاكي القدرات العقلية للانسان و سلوكیاته لكي تؤدي مهام عديدة في المجالات الاقتصادية و الطبية و الهندسية و العسكرية و التعليمية و البيئية و التنمية المستدامة و غیر ذلك .بالتالي مثلت تلك الأنظمة الذكية أهم مخرجات الثورة الصناعیة الرابعة لقدراتها في التحلیل ، الاستنتاج ، التكیف مع ظروف الحیاة ، بالإضافة إلى سرعة التعلم والاستفادة من التجارب والخبرات السابقة لحل المشاكل بالشكل السلیم . لذا نرى اليوم تلك الأنظمة الذكية تخدم البشر من خلال تطبيقاتها في السیارات ذاتیة القیادة والطائرات المسیرة بدون طیار و التعاملات المالية بالعملات الرقمية في التجارة الالكترونية، إضافة الى تعدين البيانات الضخمة، الروبوتات، المنظومات الصناعية المؤتمتة، و كل ذلك اثمر في تحول الحیاة البشریة رقميا الى بیئة أفتراضیة اندمجت فيها منصات التكنولوجيا و الاتصالات بالحوسبة السحابیة و البیانات الضخمة في مايعرف بالفضاء السیبراني الذي بدوره وفرتجمعات رقمية للافراد و الحكومات و المؤسسات بهدف التواصل و الابتكار و الابداع و الانتاج و تقديم الخدمات اللامحدودة. لكنها أخضعت تلك التجمعات الى تحديات غیر مسبوقة ازدادت حدتھا بتداول وانتشار البیانات اللامحدود في الفضاء السیبراني بيد الخارجين عن القانون من جهات او افراد استغلت الفضاء السيبراني لنشاطها غير المشروع. فأصبح لزاما حماية الفضاء السيبراني بتقنیات و استراتیجیات أمنية ذكية تعرف بالامن السیبراني بحيث تسيطر و تضبط أمن الأنظمة المحوسبة و المؤتمتة الذكية مع الافراد و المؤسسات القائمين عليها. تبعا لذلك، تھدف ورقتنا البحثیة ھذه الى تسلیط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تحقیق الامن السیبراني الذي يحافظ على ھویة الافراد و المؤسسات و خدماتهم و من ثم الثورة الصناعية الرابعة من النشاطات اللامشروعة كالاختراق، التضليل، التصيد، انتحال الشخصية، حجب الخدمات من خلال رؤیة موضوعیة لتطبیقاته.